إن الله سبحانه تعالى وجهنا إلى شيء عظيم، يرسخ فضيلة الاحترام حيث قال: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}. أي كلموهم بالكلام الطيب، وألينوا لهم جانباً، ولاطفوهم، وناصحوهم بما يصلح شأنهم.

كلما درج الناس في سلم الحضارة توقعوا من بعضهم احتراماً أكبر ولطفاً أعظم، ولهذا فإن علينا جميعاً أن نكون دقيقين في تعبيراتنا وتصرفاتنا؛ حتى لا يؤذي بعضنا بعضاً من غير قصد.

القاعدة الذهبية في هذا هي أن نخاطب الناس بالأسلوب الذي نحب أن يخاطبونا به، ولو أننا عملنا بهذه القاعدة لتخلصنا من كثير من مشكلاتنا الاجتماعية، وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم: [لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه].

الناس بفطرتهم يحتاجون حاجة ماسة إلى من يعترف بهم، ويقدرهم، ويثني عليهم، ويحفزهم ويهتم بهم.

إلقاء السلام على من نلقاه في طريقنا، والتبسم في وجهه، وسؤاله عن حاله، والاعتذار إليه عند الخطأ، والمسارعة إلى مساعدته في ساعة ضيق أو كرب، والثناء على أعماله الحسنة... كل ذلك من الأمور التي تعبر عن الاحترام والاهتمام.

التكبر على الآخرين وإهمالهم والاستخفاف بهم، وقد أحسن من قال: إن المتكبر مثل الصاعد في الجبل، يرى الناس صغاراً، ويرونه صغيراً!