مواضيع جديدة
الدرويش الهزيل يغلب الدب القوي (قصّة من التراث الألباني)
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الدرويش الهزيل يغلب الدب القوي (قصّة من التراث الألباني)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحكى أن راعيًا كان يحرس قطيعه. وكان يعاني من التشدد في حراسته, لأن دبًّا كان يأتي كل يوم, ويلتهم من القطيع خمسة خراف.
وذات صباح, مر بالراعي درويش. وبعد أن تبادلا التحية, قال الراعي: " يوجد هنا دب شرس. لا يتركني هادئًا قط. في كل يوم, يخطف مني خمسة خراف. ألا توجد وسيلة لقتله؟"
فأجاب الدرويش: " سأقتله في نفس المكان. ولن أطلب منك شيئًا سوى ثلاث قطع من الجبن ".
أسرع الراعي فأعطاه الجبن الذي طلبه. وجاء الدب كعادته ليخطف الخراف. وعندما وصل تقدم إليه الدرويش وبدأت بينهما مناقشة, لمعرفة من منهما أقوى من الآخر، وبالطبع ظن الدب أنه هو الأقوى. لكن الدرويش قال له: " إنني سأسحقك مثل هذا الحجر! ".
وفي نفس اللحظة, أخرج قطعة الجبن, ثم القطعة الثانية, وبدت القطع كما لو أنها دقيق مطحون. وزادت دهشة الدب فتخيّر هو أيضًا حجرًا أبيض من فوق الأرض, لكنه لم يقدر أن يفعل به مثلما فعل الدرويش. عندئذ نشأت بينهما صداقة مشتركة، وإنصرفا معًا.
وبعد وقت قصير, جاع الدب, فطلب من الدرويش أن يذهب ليصطاد لهما ثورًا يأكلانه, قائلًا له: " إنه في أثناء ذلك, سوف يجمع الحطب من الغابة ".
لكن الدرويش قال له: " إذهب أنت لإصطياد الثور. لأنني لم أهتم بإصطياد مثل تلك الفريسة الصغيرة؟. إن ما يليق بي إنما هو إصطياد أسد ".
وهكذا أتاحت له تلك الحيلة أن يتجنب إصطياد الثور. أما الدب فقد مر بجانب قطيع من الثيران, وبسرعة قفز على ثور وعاد به يحمله على كتفيه.
وفي تلك الأثناء, مضى الدرويش إلى الغابة. وهنالك ماذا فعل؟. تناول حبلًا طويلًا, وربط به كل أشجار الغابة, كما لو أنه سيقتلعها بجذبة واحدة.
وعندما عاد الدب نادى على صديقه الدرويش. فلم يرد, فمضى الدب إلى الغابة, وشاهد ما أعده لإقتلاع كل أشجار الغابة بجذبة واحدة. زادت دهشة الدب من صديقه. وقال لنفسه: " إن هذا الرجل أقوى مني ألف مرة " ثم قال بعد ذلك بصوت عال: " ماذا ستفعل بكل هذه الاشجار التي ستقتلعها؟, خذ منها فقط فرعًا أو فرعين وعد.
فأجاب الدرويش: " أنا لست الرجل الذي يأخذ قطعتين صغيرتين من الغابة لكنك أنت الذي يفعل ذلك ".
وعندئذ جذب الدب فرعين كبيرين من شجرة. ثم عادا إلى مكان الثور, وراح الدب يقطعه. لكن كان ينبغي أن يُطبخ الثور. فقال الدرويش: " سوف أذهب لإحضار الماء, أمكث هنا لتقليب الخشب بدلًا من أن تتعب نفسك (قال هذا لأنه لم يكن بقادر على أن يقلب ثورًا ضخم الجثة) .
ثم أخذ وعاءً, ومضى به إلى نبع يفيض من صخرة. وبعد أن ملأه, وضعه على كتفه, لكنه لم يستطع أن يحتفظ به طويلًا, فتركه يسقط على الأرض, قبل أن يتهاوى من الإعياء.
انتظر الدب ساعة من الزمن ثم ساعتين, وأخيرًا إتجه إلى النبع الذي ذهب إليه الدرويش. وعندما وصل قال له: " لماذا تأخرت كثيرًا هكذا؟ ".
فأجابه الدرويش: " كنت أفكر في طريقة لإحضار النبع من الصخرة التي يخرج منها, ومع الأسف لم أستطع إحضاره كما ينبغي. وقد وجدت أن رجوعي وحدي بوعاء يُخجلني. أما أنت, فيمكنك حمله. حمل الدب الوعاء على كتفه, ثم عاد الاثنان.
وبينما هما سائران, قال الدب للدرويش: " هيا بنا نتصارع معًا لبعض الوقت؟ ".
فصاح الدرويش: " أنج بنفسك مني, لأنني لا أرغب في أن أسبب لك أذى. ومع ذلك, إنتهى بهما الأمر إلى أن يتصارعًا. ضغط الدب على الدرويش بقوة جعلت عيني الدرويش تكادان تخرجان من رأسه, وعندما شاهد الدب وجهه المنتفخ وعينيه البارزتين اللتين جحظتان بشدة, سأله: " لماذا أصبحت هكذا؟ ".
فأجاب الدرويش: " لأنني لا أعرف بالضبط أين أقذف بك. من هنا فأمزقك قطعًا, أم من هنا, وهذا أسوأ ".
فقال الدب: " إسمح لي أن أطلب عفوك, فتركه الدرويش ".
وبعد وقت قصير, وصلا إلى موضع الثور المطبوخ وأخذا يأكلان. وبعد قطعتين صغيرتين من لحم الثور, توقف الدرويش عن الأكل فسأله الدب: " لماذا توقفت؟ ".
فأجابه الدرويش: " لم تعد لي حاجة للطعام, بعد أكل عدد من الخراف, وأنا ذاهب لحمل الماء ". (كان الدرويش أضعف من أن يلمس خروفًا واحدًا) وبعد الطعام, إقترح الدب على الدرويش أن يصحبه إلى منزله كصديق عزيز, وأخذه إلى المنزل.
وما أن وصلا, حتى طلب الدب من أمه وأخته أن يشحذا له الفأس, لأنه صمم على قتل الصديق الذي أحضره, وهكذا يتخلص من الإنسان الذي اكتشف أنه أقوى منه. وما أن سمعت أخت الدب (كانت دبَّة طيبة) هذا الكلام حتى أسرعت إلى الدرويش وحكت له كل شيء.
حلّ الليل, وجلس الدب على المائدة. وأكلوا معاً, ثم تمددوا على الأرض وناموا.
وبالطبع تظاهر الدرويش بالنوم, في المكان الذي إختاره أمام الدب, لكنه ما لبث أن اختبأ خلف "بردعة" حمار كانت ملقاة في المكان. وحوالي منتصف الليل, نهض الدب وتناول فأسه, ثم أهوى به على جسد الدرويش ثلاث أو أربع مرات. وبعد أن أعتقد أنه إنهرس تمامًا, عاد إلى مكانه ونام.
قبل طلوع الصباح نهض الدب وذهب إلى الغابة. وعند عودته ماذا رأى؟ الدرويش!! وما أن رآه حتى راح يفرك عينيه, غير مصدق نفسه. ومع ذلك سأله: " كيف أمضيت ليلتك؟ ".
فأجابه الدرويش: " حسنًا جدًّا, ما عدا لسعات بعوضتين أو ثلاثة قرب منتصف الليل ".
صدم الدب من الدهشة, حيث أن ضربات فأسه القوية لم تبدُ للدرويش إلا كلسعات البعوض.
وفي حالة من عدم التماسك, إعترف الدب له بكل شيء, وتوسل إليه لكي يخبره كيف يصبح قويًّا مثله؟.
أجاب الدرويش: " لا شيء أسهل من ذلك. وما عليك إلا أن تبحث لي عن قربة لبن ".
ذهب الدب, وعاد بقربة لبن. فأشعل الدرويش النار, ووضع القدر عليها بعد أن ملأها باللبن. وعندما بدأت تغلي, قال الدرويش للدب: " ضع رأسك هنا حتى تُصبح قويًا ".
وضع الدب رأسه لأول مرة, فاحترق. ثم وضعها لثاني مرة. وفي ثالث مرة, دفعها الدرويش بقوة. وهكذا تركه يُطبخ على النار فمات الدب محترقاً.
العبرة: إذا إستخدمت ذكائك بالطريقة الصحيحة يمكنك تحقيق ما تصبو إليه.
تحياتي
عدل سابقا من قبل أمير النهار في الخميس يناير 26, 2017 5:58 pm عدل 1 مرات
رد: الدرويش الهزيل يغلب الدب القوي (قصّة من التراث الألباني)
قصة مشوقة فعلا....اعجبتني ...الذكاء يمكن ان ينجيك من مصائب كبيرة....انه العقل....الحمد لله...وهذا ماتميزنا به....شكرا لك أخي
ننتظر منك المزيد كالعادة ....... تحياتي
ننتظر منك المزيد كالعادة ....... تحياتي
nournour- أشهر شخصيات المنتدى
- عدد المساهمات : 686
نقاط : 31724
السٌّمعَة : 248
تاريخ التسجيل : 24/09/2016
العمر : 36
الموقع : الجزائر
رد: الدرويش الهزيل يغلب الدب القوي (قصّة من التراث الألباني)
قصة جميلة..........الذكاء نافع في مراحل عديدة
هدهد- عدد المساهمات : 163
نقاط : 29946
السٌّمعَة : 39
تاريخ التسجيل : 16/10/2016
العمر : 20
الموقع : الجزائر
رد: الدرويش الهزيل يغلب الدب القوي (قصّة من التراث الألباني)
رائعة .... فالذكاء أفضل من قوة الجسم
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
aziza v- عدد المساهمات : 11
نقاط : 29228
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 02/12/2016
العمر : 22
الموقع : المغرب
بنت مصر- مراقبة مميزة
- عدد المساهمات : 431
نقاط : 127612
السٌّمعَة : 120
تاريخ التسجيل : 16/07/2017
مواضيع مماثلة
» المصيدة (قصّة قصيرة)
» ( حيةٌ ليس لها مثيلٌ ) قصة من التراث الفيتنامي
» ( نهاية الطمع ) قصة من التراث الهندي
» ( الدبُّ الغبيُّ ) قصة من التراث الإيراني
» ( مَن حفرَ حفرةً لأخيه ) قصة من التراث التركي
» ( حيةٌ ليس لها مثيلٌ ) قصة من التراث الفيتنامي
» ( نهاية الطمع ) قصة من التراث الهندي
» ( الدبُّ الغبيُّ ) قصة من التراث الإيراني
» ( مَن حفرَ حفرةً لأخيه ) قصة من التراث التركي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس نوفمبر 14, 2024 4:31 am من طرف legend of handmade
» طريقة صنع التحفة Art No. RD-00-01
الأحد يوليو 28, 2024 4:21 am من طرف legend of handmade
» طريقة صنع التحفة Art No. AT-00-03
الأربعاء يوليو 17, 2024 6:54 am من طرف legend of handmade
» طريقة صنع التحفة Art No. AT-00-02
الأربعاء يوليو 17, 2024 6:52 am من طرف legend of handmade
» طريقة صنع التحفة Art No. AT-00-01
الأربعاء يوليو 17, 2024 6:49 am من طرف legend of handmade
» 14 طريقة لربط الحذاء الرياضي
الأربعاء يوليو 17, 2024 6:44 am من طرف legend of handmade
» موقع يحتوي على آلاف الصور مجاناً
الأربعاء يناير 31, 2024 6:01 pm من طرف legend of handmade
» خاطرة...."
الأحد سبتمبر 25, 2022 12:20 am من طرف bouchra
» هل أنت تدخن....،،،؟
الأحد سبتمبر 25, 2022 12:12 am من طرف bouchra